
أغلبنا يستعمل كلمة إدمان كشيء بعيد عنه، أو على الأقل يعتقد أنه يستطيع دائما الحفاظ على مسافة آمنة بينه وبين الإدمان الحقيقي... لكن الحقائق تؤكد أننا جميعا معرضون للإدمان، بل أغلبنا تجاوزنا مرحلة الإدمان الخطير، ولنركز هنا على المشتتات التي نشترك فيها جميعا كاستعمال الهاتف...

في كل مرة نستعمل فيها الهاتف للترفيه هروبًا من الملل أو الضغوطات، فإن عقلنا يفرز هرمون الدوبامين، وهو مادة كيميائية أو هرمون موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان، يعزز الشعور بالسعادة.


تكمن المشكلة في أن هذه الأنشطة التي تجعلك تشعر بالراحة، تقوم بتنشيط مركز المكافأة في دماغك فيستجيب بإطلاق الدوبامين الذي يجعلك تشعر بالسعادة والراحة، لكن بمجرد حصولك على تلك الجرعة يتم إيقاف إفراز الدوبامين، فنحس بالقلق من جديد، ونعمد إلى تكرار #نفس النشاط أو التجربة التي تسببت في شعورنا بتلك الراحة.

لذلك، سيحاول دماغنا تحفيز تكرار السلوك الذي أنتج الدوبامين مرارا و تكرارا...وهذا يؤدي إلى دورة وهمية.. ليس فقط للتسلية، بل سيحاول العقل الحصول على جرعات #أكبر من الدوبامين كنوع من الهروب من الضغوط والمشاكل أو الإنكار لكل ما لا يشعر بالراحة اتجاهه.

أيضًا ستتناقص قدرتنا على التركيز والانتباه بشكل أسرع وأسرع
. معظمنا لا يستطيع الانخراط في نشاط واحد ( قراءة مقال طويل مثلًا) ، أو حتى الجلوس للتحدث مع أطفاله لمدة عشر دقائق متتالية دون الشعور بالحاجة إلى التحقق من الهاتف...

طبعا نضيف إلى ذلك التقنيات المستخدمة من طرف المواقع وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي لتجعلك تقضي وقتا أكبر هناك.. فهي مصممة خصيصا لتعزز تلك المتعة لدى استعمالها والإدمان عليها.


تكمن المشكلة أن حتى الناس الأكثر انشغالا قد يقعون في هذا الإدمان..
أ. كريمة عبد الدايم من الجزائر


٦ تعليقات

أغلبنا يستعمل كلمة إدمان كشيء بعيد عنه، أو على الأقل يعتقد أنه يستطيع دائما الحفاظ على مسافة آمنة بينه وبين الإدمان الحقيقي... لكن الحقائق تؤكد أننا جميعا معرضون للإدمان، بل أغلبنا تجاوزنا مرحلة الإدمان الخطير، ولنركز هنا على المشتتات التي نشترك فيها جميعا كاستعمال الهاتف...

في كل مرة نستعمل فيها الهاتف للترفيه هروبًا من الملل أو الضغوطات، فإن عقلنا يفرز هرمون الدوبامين، وهو مادة كيميائية أو هرمون موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان، يعزز الشعور بالسعادة.


تكمن المشكلة في أن هذه الأنشطة التي تجعلك تشعر بالراحة، تقوم بتنشيط مركز المكافأة في دماغك فيستجيب بإطلاق الدوبامين الذي يجعلك تشعر بالسعادة والراحة، لكن بمجرد حصولك على تلك الجرعة يتم إيقاف إفراز الدوبامين، فنحس بالقلق من جديد، ونعمد إلى تكرار نفس النشاط أو التجربة التي تسببت في شعورنا بتلك الراحة.

لذلك، سيحاول دماغنا تحفيز تكرار السلوك الذي أنتج الدوبامين مرارا و تكرارا...وهذا يؤدي إلى دورة وهمية.. ليس فقط للتسلية، بل سيحاول العقل الحصول على جرعات أكبر من الدوبامين كنوع من الهروب من الضغوط والمشاكل أو الإنكار لكل ما لا يشعر بالراحة اتجاهه.

أيضًا ستتناقص قدرتنا على التركيز والانتباه بشكل أسرع وأسرع
. معظمنا لا يستطيع الانخراط في نشاط واحد ( قراءة مقال طويل مثلًا) ، أو حتى الجلوس للتحدث مع أطفاله لمدة عشر دقائق متتالية دون الشعور بالحاجة إلى التحقق من الهاتف...

طبعا نضيف إلى ذلك التقنيات المستخدمة من طرف المواقع وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي لتجعلك تقضي وقتا أكبر هناك.. فهي مصممة خصيصا لتعزز تلك المتعة لدى استعمالها والإدمان عليها.


تكمن المشكلة أن حتى الناس الأكثر انشغالا قد يقعون في هذا الإدمان..

في المنشور القادم والأخير سنتحدث عن:

ليست هناك تعليقات: